قصة كرم: من زراعة القوقعة إلى القوة والإرادة

اسمي كرم، وأنا من الأردن. وُلدتُ بفقدان سمع شديد، لكنني اليوم أدرس الطب في الولايات المتحدة، وأسعى للتخصص في زراعة القوقعة، لأساعد الآخرين وأصنع فرق بحياتهم.

رحلتي مع ضعف السمع

منذ صغري، لاحظ والديّ أن هناك شيئاً مختلفاً. لم أكن أستجيب للأصوات كما يفعل الأطفال الآخرون.

جرّبنا المعينات السمعية، لكنها لم تمنحني الوضوح الذي كنت أحتاجه. كانت الأصوات مكتومة، والكلام صعب الفهم، وحتى أبسط المحادثات كانت تمثل تحدياً كبيراً. كان التواصل اليومي صراعاً دائماً.

عندما كنت في الرابعة من عمري، وبعد العديد من الاستشارات مع الأطباء المتخصصين، اتخذ والداي قرارًا غيّر مجرى حياتي: اختاروا لي زراعة قوقعة. لم يكن قراراً سهلاً — فقد كانت هناك الكثير من الأمور المجهولة.

لكنهما تمسّكا بالأمل. فالمعينات السمعية لم تُجدِ نفعًا في حالتي، وكانت زراعة القوقعة تمثل فرصة حقيقية — فرصة للوصول الفعّال إلى عالم السمع والتواصل.

التفعيل: لحظة غيرت حياته

بعد إجراء العملية وفترة التعافي، جاء يوم تفعيل الجهاز لأول مرة. لا زلت أتذكر ذلك المزيج من الحماسة والقلق.
وفجأة، بدأت أسمع أصواتاً لم أكن قد سمعتها من قبل بحق: صوت تدفق الماء، تغريد الطيور، وقع الخطوات، وأصوات والدي — ناعمة ومليئة بالمشاعر

لم يكن الأمر مثالياً من البداية، فقد تطلّب وقتاً وصبراً وجلسات برمجة منتظمة. لكن يوماً بعد يوم، بدأ سمعي يتحسن.
مع التأهيل السمعي والنطقي، بدأ عالمي يتّسع. بدأت أفهم الكلام، وأتواصل مع من حولي، وأعيش الحياة بشكل كامل بطريقة لم أكن أتصورها من قبل.

حياة جديدة مع زراعة القوقعة

عندما أنظر إلى الوراء، أرى أن زراعة القوقعة غيّرت كل جانب من جوانب حياتي.

• في المدرسة، تمكنت أخيرًا من متابعة الدروس، والمشاركة في النقاشات الصفية، والتعلّم إلى جانب زملائي بثقة.
• وفي البيت، أصبحت قادراً على التواصل بشكل أعمق مع عائلتي — أسمع الضحك، والنكات، والحديث من القلب.
• أما على الصعيد الشخصي، فقد نمت ثقتي بنفسي. الصمت الذي كان يعزلني سابقاً، حلت مكانه أصوات الحياة وفرصها.

لم أكتفِ بزراعة قوقعة، بل اكتسبت معها الصبر والعزيمة. في البداية، واجهت الكثير من الصعوبات في التواصل، والتأقلم، وحتى في ممارسة الرياضة.

لكن لم يكن هناك ما يوقفني. كنت دائماً في الملعب مع أصدقائي، وتعلمت السباحة والملاكمة. زراعة القوقعة لم تكن عائقاً، بل جعلتني أشعر بالقوة والثقة.

اكتشاف RONDO 3: البساطة والتواصل الذكي

مع تقدمي في السن وتطوّر التكنولوجيا، بدأت باستخدام سلسلة معالجات RONDO. وعندما انتقلت إلى استخدام RONDO 3، لاحظت الفرق على الفور — كان أخف وزناً، وأكثر راحة، وجودة الصوت كانت أوضح بكثير.

بفضل البث اللاسلكي، والشحن اللاسلكي، ووجود ميكروفونين، يوفّر لي RONDO 3 تجربة سمعية أكثر ثراءً وطبيعية في مختلف البيئات — سواء كنت في قاعة محاضرات، أو في مقهى، أو أمشي في الخارج.

كما أنني أستمتع بتصاميم الأغطية الأنيقة؛ يمكنني تخصيص شكل المعالج وشعوري عند ارتدائه — إنه ببساطة رائع.

لكن الميزة المفضلة لدي هي الاتصال بتقنية البلوتوث. يمكنني إجراء مكالمات الفيديو والاستماع مباشرةً وبشكل لاسلكي، دون الحاجة إلى تشغيل مكبر الصوت،
وذلك بفضل محوّل AudioStream. الأمر أشبه باستخدام سماعات أذن لاسلكية.

وهناك أيضاً تطبيق AudioKey 3، الذي يسهّل تغيير الإعدادات، ومتابعة شحن البطارية، والتحكم الكامل بالجهاز أينما ذهبت.
مما يساعدني أيضاً على التركيز والدراسة بسهولة.

شاهد قصتي الكاملة في الفيديو أدناه.

لماذا أدرس لأصبح جرّاحاً

لقد شكّلت تجربتي الشخصية مع فقدان السمع وزراعة القوقعة مستقبلي بالكامل. أنا حالياً أدرس الطب في الولايات المتحدة، وهدفي هو التخصص في مجال زراعة القوقعة.

أرغب في أن أمنح الآخرين نفس الهدية التي حصلتُ عليها: القدرة على السمع، والتواصل، والعيش دون الحواجز التي واجهتها سابقاً.
أعلم جيداً — من واقع تجربتي — كم يمكن أن تُحدث التدخلات المبكرة، والدعم، والتقنيات المناسبة فرقاً حقيقياً في حياة الشخص. وأتمنى أن أكون جزءاً من هذا التغيير الإيجابي في حياة الآخرين.

رسالة أمل

لكل العائلات التي تمرّ برحلة مشابهة: اعلموا أن هناك دائماً أمل.
زراعة القوقعة غيّرت حياتي بالكامل، وبفضل الرعاية المناسبة، والدعم، والإصرار، يمكنها أن تفتح أمامكم — أو أمام أطفالكم — عالماً جديداً مليئاً بالصوت والفرص.

كل الشكر والمحبة للشاب كرم على مشاركتنا قصتك الملهمة مع MED-EL.